شبكات الإنترنت قد تزيد من تماسك المجتمعات المحلية

اعتاد مستخدمو الفيس بوك أو «اكسنج» على فكرة التواصل مع الاصدقاء والزملاء على المستوي الدولي. بيد انه في نفس الوقت فإن كثيرا من سكان نفس الحضر لا يعلمون عن جيرانهم شيئا.. لكن هناك ثمة امل الان في ان شبكات الاتصال المحلية على الانترنت ستطور خطوط صلة أو اتصال بين العالم الحقيقي والافتراضي.
يقول باتريك شينك من مكتب تريند في هامبورج: «إنها طريقة ملتوية نوعا ما لتحقيق ذلك». فأفراد المجتمعات المحلية الجديدة يستخدمون طريقة الوصول العالمية للانترنت للاتصال وتقاسم المعلومات مع أناس من منطقتهم.
ويعتقد شينك انه بهذه الطريقة يمكن حل مشكلة شائعة بالنسبة لكثيرين. ويوضح: «لا اعرف جيراني، لكني أنشئ صداقات مع أناس يعيشون في الخارج».
وتشيع الان شبكات الاتصال المحلية. وتشير احدى الإحصائيات إلى أن عدد المواقع المحلية قد ازداد عام 2009 بنسبة كبيرة بلغت 52 في المئة على مدى سنة. وأصبح لدى احد المواقع الالمانية 3.5 مليون عضو. كما حققت مواقع المانية أخرى خاصة بفئات معينة نجاحات كبيرة مثل الموقع الخاص بأرباب المعاشات.
تقول يوتا كرول من مؤسسة ديجيتال تشانسيس في بريمن في ألمانيا: «من المؤكد أن من بين أسباب خلق مجتمعات محلية النمو المضطرد في شبكة الاتصالات الدولية التي صارت بالنسبة لقسم كبير من الناس من الاتساع والضخامة بحيث اصبحوا الان غير قادرين على استخدامها بسهولة».
ونتيجة لذلك صار الناس وبشكل متزايد اكثر اهتماما بإيجاد شبكات محلية لتلبية احتياجاتهم.
ومن جانبه يري شينك أن اضفاء الطابع المحلي جاء نتيجة طبيعية لتطور عام يتطلع الى شبكات عالمية لكن «الناس يركزون الان على المناطق المحلية مرة أخرى».
وتعتقد ستيفين فالهيرت المدير التنفيذى لإحدى الشبكات المحلية أن «من بين الاسباب الرئيسة لقوة تلك الشبكات هو قدرتها على المزج بين الواقع والافتراض».
وتوضح الامر قائلة: «الاتصال الشخصي جزء مهم من الصداقة. ولكي نجعل هذا ممكنا فإننا ندعم مستخدمينا حتى يستطيعوا ان يقضوا وقتا حقيقيا مع بعضهم البعض».
وقد اكتسبت فكرة المزج بين العالمين الواقعي والافتراضي موطئ قدم في الولايات المتحدة. وقد سمح موقع «إفري بلوك. كوم» - على سبيل المثال- بانتقال الاخبار على مستوى المجمع السكني الواحد.
ويقول شينك إن شبكة اخبار الاحياء تطورت كثيرا في الولايات المتحدة حيث انتشرت أفكار من قبيل «تبادل السلع والمواد في اطار منطقتك».
وهو يعتقد أيضا أن مراكز للمعلومات -عن كل شيء للبيع- سيتم إيجادها على شبكات الإنترنت المحلية. وبالطبع فإن الإعلانات عن هذه الأشياء ستكون للاستخدام بين الناس القريبين من بعضهم البعض.