تكثر في فصل الصيف من كل عام حفلات الزواج واقامة الافراح ، والزواج ليس مجرد قضاء وطر يشترك فيه الانسان مع المخلوقات الاخرى ، لكنه عمل نبيل كان للانبياء والمرسلين حظ منه ، فالرجل الذي يرتبط بامرأة يضع مستقبله ومستقبل اسرته امانة في عنق تلك المرأة ، والمرأة التي تضع مستقبلها بين يدي رجل تكون قد القت في عنقه امانة غالية ، وأخذت منه عهدا ان يسير المركب بهما الى شاطئ الامان.
ومع كثرة حالات الزواج ، يتساءل البعض عن حكم الاسلام في زواج المسيار ، والزواج العرفي ، وزواج المتعة وزواج التحليل.
هذه التساؤلات الهامة والمهمة في حياة مجتمعنا العربي الاسلامي طرحتها «الدستور» امام سماحة الدكتور نوح علي سلمان القضاة مفتي عام المملكة الذي اجاب عليها بكل شفافية ووضوح واسهاب ليبين التعبير الحقيقي عن الزواج المثالي الذي اراده الاسلام ليتضح بعد ذلك موقع هذه الزيجات من تلك الصورة المشرقة التي رسمها الاسلام للزواج.
وفيما يلي نص اللقاء كاملا مع سماحته:
الاصل في الحياة الزوجية ان تكون دائمة لا تنتهي الا بوفاة احد الزوجين ، لان الهدف الاسمى منها تكون خلية اجتماعية هي الاسرة الذي ينبثق عنها الابناء والبنات والحفيدات والاحفاد كما تنبثق الاغصان والبراعم اليانعة والازهار النضرة من الشجرة المباركة التي تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها خيرا وعطاء ونفعا لافرادها وللمجتمع الذي تعيش فيه ، وهذا لا يتأتى الا اذا بنيت الاسرة على اساس متين من العقيدة والفطرة التي تلامس القلب وتستند الى المشاعر النبيلة التي تقدم الايثار على الانانية ، والغيرية على حب النفس ، والى هذا اشار الله تعالى بقوله «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجها لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» ومما يؤسف له ان هذه الآية تتوج بها بطاقات الافراح وقليل من الناس من يتفكر في مضمونها.
والمرأة التي تضع مستقبلها بين يدي رجل قد ألقت في عنقه امانة غالية ، وأخذت منه عهدا ان يسير المركب بهما الى شاطئ الامان ، قال الله تعالى «وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم الى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا».
والرجل الذي يرتبط بامرأة هو ايضا يضع مستقبله ومستقبل اسرته امانة في عنق تلك المرأة وعليها ان تكون على مستوى المسؤولية ، فتبذل كل ما في وسعها ليسير مركب الزوجية بالبنين والبنات الى شاطئ السعادة في الدنيا والآخرة.
وفي تراثنا العربي الاسلامي الكثير من الادبيات التي تدل على ادراك هذه المعاني والعمل بموجبها ، فليس الزواج مجرد قضاء وطر يشترك فيه الانسان مع المخلوقات الاخرى ، ولكنه عمل نبيل كان للانبياء والمرسلين حظ منه ومشاركة فيه ، قال الله تعالى «ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية» بل البشر كلهم ابناء نبي الله آدم والسيدة الصالحة حواء.
هل الزواج بيع وشراء؟
قضية المهر فمجرد تكريم للزوجة ليس له ارتباط بأي معنى مادي ، ولهذا لم يشترط فيه مقدار معين ، فكما يجوز ان يكون على عشرة دراهم يجوز ان يكون على قناطير من الذهب والفضة ، قال تعالى «وآتيتم احداهن قنطارا» ويجوز ان يكون شيئا معنويا وهو ان يعلمها سورة من القرآن ويؤكد هذا المعنى ان الزوج لو توفي قبل الدخول ، استحقت الزوجة كل المهر المقدم والمؤخر ، ولها الميراث وعليها العدة ، بل لو توفيت الزوجة قبل الدخول كان مهرها المقدم والمؤخر من ضمن تركتها التي تقسم بين الورثة.