Admin Admin
Messages : 186 Date d'inscription : 02/02/2010
| Sujet: الضغط النفسي يؤثر على دراسة الأبناء Mar 9 Fév - 8:44 | |
| إن الصعوبات التي يواجهها الطفل في تحصيل علومه، قد تكون أحياناً نفسية محضة، رغم تميزه بطاقة ذكائية متفوقة، لكن الإحباط الذي يصاب به، نتيجة ظروف نفسية يمر بها تعيق عملية التحصيل، ما يزيد على الأسباب السابقة لهذا التقصير والتراجع، وجود سببين إضافيين يساعدان على تدني مستوى تحصيله ودراسته، وهما الضغط النفسي الذي يتعرض له، سواء في البيت أو المدرسة، وحاجته إلى العاطفة. إن ساعات محددة من اللهو والمرح يومياً بعد العودة من المدرسة أساسها المشاركة، تساعد الطفل على استعادة نشاطه وحيويته وصفائه الذهني، وجميعها لها الدور الأكبر في تحصيل العلوم واستيعابها بتفوق. فالسبب الأول ناتج عن حالة الإرباك التي يصاب بها نتيجة السرعة في تحضيره يومياً للذهاب إلى المدرسة، إذ تتحول ساعات استيقاظه الباكر يومياً إلى روتين ممل يثير انزعاجه خاصة إذا ما رافق عملية الاستيقاظ هذه شيء من التأنيب والقسوة، إلى جانب عدم حصوله على ساعات نوم كافية تحفزه على الاستيقاظ من تلقاء الذات بكل هدوء ونشاط، ما يفرض على الأم تنظيم ساعات نومه طوال موسم الدراسة، أي إجباره على النوم باكراً. وفي الجانب الأخر من مشكلة تراجعه في الدراسة، حيث يكمن السبب الثاني، أن الطفل يصاب بحالة من النقص العاطفي، قلما تلتفت الأم إلى أسبابه، لقناعة راسخة لديها أنه تقدم إليه ما يحتاجه من غذاء وملبس، وهذا ما لا يرتبط به اكتفائه العاطفي الكلي، لأن الاستقرار العاطفي ليس مرتبطاً بما يقدم له يومياً بل يرتبط ببحر من الحنان والعاطفة المحضة الفريدة من نوعها والتي يجب إعطاءها له عبر التقرب منه باستمرار والتعرف على مشاكله. فساعات العمل التي تأخذ الأم من طفلها لها تأثير سلبي على نفسيته واستقراره العاطفي، تحوله أكثر ميلٍ إلى معلمته التي يقضي معها ساعات مضاعفة عن تلك التي يقضيها مع أمه. يفترض بالأم إمساك نفسها حين تسمع صراخ طفلها الرافض للذهاب إلى المدرسة، فتعلقها الزائد به لن يفيده، فما هي إلا أيام حتى يعتاد على أجواء المدرسة ويقصدها بكل فرح وسرور، وفي قلبه شوق إلى رؤية أصدقائه الجدد الذين سيلعب معهم. وهذه المعاناة كثيراً ما يعاني منها طفل ينتمي إلى أسرة الأم والأب فيها يخرجان إلى العمل، وعند العودة إلى المنزل تتوجه اهتماماتهما نحو الأعمال المنزلية ما يقلص من ساعات رعايتهما له، وهذا يؤدي به إلى الانزواء والانغلاق على الذات. كل طفل يحتاج إلى من يجلس معه ويتعرف على مشاكله، ويخفف عنه إرهاق ساعات الدراسة التي قضاها في الصف. فوجود الأم إلى جانبه يخفف عنه الكثير ويحفزه على تجديد نشاطه. وغالباً ما يعاني من الضغط المؤثر على تحصيل العلوم الطفل المتميز بطبع حساس بسبب الانطوائية، واستمرار الحالة خطأ كبير قد يعقد وضعه ويحوله إلى أكثر انطوائية وتدهور على صعيد تحصيل المكتسبات والعلوم، وهذا يلزم تبديدها بحث الطفل على الانخراط والمشاركة في نشاطات ترفيهية ومسابقات ثقافية سواء في المدرسة أو في المنزل، وإقامة صداقات وممارسة اللعب القائم على الترفيه والتجربة والاختبار، فالطفل يحتاج إلى تفريغ شحناته الانفعالية سواء من خلال الحديث مع الغير أو من خلال اللعب. في المقابل لابد من تحديد أبعاد ما يعاني منه الطفل من تراجع في تحصيل العلوم سببه الضغط النفسي، إذا ما غابت الأٍسباب الأولى وفق ما ذكر، بمعنى أن الطفل تستمر معاناته رغم استقرار وضعه في البيت من جهة رعاية الأم له كما يجب. فاستمرار حالة الضغط النفسي والاكتئاب الذي يعاني منه يؤشر على احتمال وجود مشكلة خارجية دفعت به إلى التراجع بالدراسة، وهذا يفرض قصد المدرسة والاطلاع على وضعه وعلاقته مع الزملاء والمعلمين، فبعض هؤلاء يتخذون مواقف لا لشيء إلا لبسط قسوتهم، بهدف فرض الانضباط على بعض الأطفال، تتجلى بتمييز طفل عن طفل أخر من حيث المعاملة، وقد يكون السبب لهذا الضغط، انزعاجه من فرحة الأطفال الذين يتباهون بزيارة أولياء أمورهم للسؤال عنهم في المدرسة، لذا ينبغي التمثل بهؤلاء وزيارته في المدرسة والثناء عليه أمام الجميع، فهذا سيحل جزء من المشكلة ويدفعه إلى استعادة نشاطه في تحصيل العلوم والتفوق بها. للجانب العاطفي أهمية كبرى داخل الحضانة وفقدانه ينفر الطفل من الالتحاق بها، لذا على كل أم التأكد من أن المشرفة في الحضانة مهيأة لإحاطة الطفل بالرعاية اللازمة، كونها ستحل محلها على مدى نصف نهار تحمل شهادة متخصصة تهتم بالجانب النفسي للطفل.
| |
|