رسالة الى نفسي

اول الكلام السلام ... واخر الكلام الختام ... اول الكلام كيف هي حالك وكيف انت مع الدنيا بخيرها وشرها بفرحها وسرورها بصدقها وكذبها بحبها وحقدها بصدقيها وغريبها ... هل تنعمين بالراحة فيها ؟ ارجو ذلك .

يانفسي كثيراً ماتصورت وحدتك بين الاهل والاحباب وحاولت بعد جهوداً مضنية امتزجت بالتفكير وسهر اليالي... للوقوف على ابواب المشكلة وفتحها ومعرفة الاسباب. وسأفصلها لك وللاخرين لك كالاتي :

يانفسي كثيراً ماسمعت نقدك المنصف والغير منصف بحق الاخرين.. فكثير من الاحيان تنتقدين اشخاصاً لاتمتك بهم صلة تذكر ... تنتقدينهم بغير حق وعلى اشياء سخيفة لاتستحق عناء النقد ... فلماذا كل هذا... هل انزل الله بك ملكة النقد لانتقاد الاخرين على اشياء لمجرد النظر اليها سطحياً ومعرفة هل تتناسب مع افكارك ورغباتك ام لا... الاتعلمين ان بأنتقادك لهم بغير حق ستضعين نفسك في واجة الانتقادات اللاذعة من قبلهم بل في واجة الاحتقار وعدم التقدير والاحترام...فلماذا لاتوجهين النقد البناء العادل لهم وامامهم وبكل رحابة صدر حتى يحترمونك على صراحتك وسعة صدرك.

يانفسي لقد اخذ الفراغ حصة كبيرة من مشكلة احساسك بالوحدة ... الاتعلمين ان الفراغ هو بداية النهاية لك...فهو من دفعك للاحساس بالوحدة واليأس والسأم من نفسك انت ومن الذين من حولك،وهو الذي ساقك الى فعل الاشياء الغير محببة من قبل الله ورسوله والمجتمع...وهو نفسه من امرك بالجلوس جانباً وتصيد عيوب الاخرين دون النظر ولو لحظة واحدة الى عيب من عيوبك وتصحيحها بل مجرد التفكير في كيفية تصحيحها...فلماذا لاتشنين هجوماً ساحقاً على الفراغ بعمل اشياء مفيدة قد تجلب الراحة والسعادة لك.

الا تعلمين يانفسي ان الدين هو الراحة النفسية بعينها وهو سيد الحلول لك ولباقي الانفس...فلماذا اراك ادرت ظهرك عن عبادة الله وعدم الخشية من عاقبة غضبه عليك...لماذا لاتتقين الله في نفسك وفي الناس وتكفين عن هذا وذاك فقومي يانفسي ابتهلي بالدعاء واقيمي الصلاة واقرأي الاذكار واستغفري وسبحي بحمده على النعم التي ساقها اليك،التي تحسدها عليك باقي الانفس...وفكري ان هناك موت وحساب ومن ثم يأتي العقاب.
اولاتعلمين ان الدنيا ماهي الا متاع الغرور وان حبها والتمسك بها لاينفعك شيئا ً...لانك متى ماحببت الدنيا وتمسكت بها انتابك الغرور والاستعلاء على الاخرين فيهجرونك وستقعين في شرك الوحدة القاتلة...الاتعلمين ان البساطة في الدنيا...والتقرب من الاخرين ومساعدتهم بشتى الوسائل وغظ النظر عن اخطائهم ونسيانها سيجلب لك الراحة النفسية مدى الحياة.

وارجو منك يانفسي ان تتجنبي التشبيه بالاخرين...فأن من مأسي النفس البشرية انها ترغب وترغب...فأتركي التشبه بالاخرين وتذكري انك انت نفسك وليس نفس غيرك..ولااعتقد ان من شبه نفسه بنفس الاخرين كان سعيداً...عليك ان تتذكري ان الله عندما خلق الانفس خلقها مختلفة وغير متشابه فأذا كان الله بعزه وجلاله قد خلق الانفس على هذه الصورة فكيف تسمحي لتفكيرك ان يمحو نفسك ويضع نفساً اخرى بدلاً عنها .